يعد اللبان أحد أهم النباتات التجارية غير الخشبية في السودان والتي يتم إنتاج صمغها عن طريق النقر على لحاء الشجرة ، هنالك منظمات عديدة تهتم بمنتجات الغابات غير الخشبية من أهمها منظمة NTFPs محليا في السودان ويتم تداولها دوليا .

    تتضمن أهداف هذا المحتوى ، تحديد العناصر الفاعلة في السلسلة ووظائفها ، تقدير توزيع المنافع والقيمة المضافة على طول السلسلة ، وتحديد الآليات التي من خلالها تتحكم الجهات الفاعلة في الحصول على الفوائد والحفاظ عليها ، أجريت دراسة في محلية رشاد بولاية جنوب كردفان بالسودان عام 2008/2009 وقد تم إستخدام مزيج من أدوات التقييم للمناطق الريفية بما في ذلك مقابلة المخبرين الرئيسين والمقابلات شبه المنظمة والعميقة ، حيث تمت مناقشة مجموعة من الملاحظات المباشرة لجمع البيانات الأولية ، وتم تحديد ثمانية من الفاعلين الرئيسين المشاركين في السلسلة وقد تم فحص أنشطتهم وخصائصهم ، قد بلغ حينها متوسط الدخل الصافي السنوي للذين يعملون في الطق ، والمنتج ، والتاجر القروي ، والتاجر الحضري 74 ، 740 ، 1300 ، 11,230 دولارا أمريكيا على التوالي وتوضح النتائج بوضوح توزيع المنافع التصاعدي بين الجهات الفاعلة في السلسلة.

   وبلغ إجمالي هامش التسويق النسبي 62.5% ، مما يشير إلى الجهات الفاعلة المشاركة في تسويق المنتج قد حصلت على نسبة أعلى في سعر السوق النهائي ، في حين أن المشاركين في أنشطة الإنتاج من جامعي الصمغ والمنتجين يحصلون على دخل أقل بحوالي 37.5% من سعر السوق النهائي.

    توضح النتائج أيضا أن هنالك معالجة محدودة للقيمة المضافة في سلسلة المنتج الأساسية ، ويتم الحصول على الفوائد التجارية في سلسلة المنتج الأساسية والحفاظ عليها والتحكم فيها من خلال آليات مختلفة ، وخلصت الدراسة إلى أن إنتاج اللبان وتسويقه مربحان ماليا للمنتجين وتجار القرى والتجار الحضريين ، ومع ذلك فإن مصنعي اللبان والمنتجين يحصلون على دخل أقل ، ويمكن أن يؤدي الدعم الفني والمالي والمؤسسي إلى زيادة دخل الجهات الفاعلة المحلية والإسهام في توفير المنتج.

     تعد أراضي الغابات في السودان مصدرا مهما لعدد كبير من المنتجات الغابية غير الخشبية ، والتي تدعم سبل عيش المجتمع الريفي ، الذي يعيش في مناطق الغابات وحولها ، وكذلك تدعم نمو الإقتصاد الوطني ، يتم إستهلاك مختلف المنتجات غير الزراعية الطبيعية المستخرجة من الغابات في البلاد ، ويتم تداولها محليا لمجموعة متنوعة من الإستخدامات أو التصدير للأسواق الدولية ، في هذا الصدد ، يعتبر الصمغ العربي مصدر مهم للنقد الأجنبي للبلاد ، حيث كان يمثل حوالي 10% من الدخل السنوي للصادرات غير النفطية في عامي 2006 و2007 .

      تشمل المنتجات غير الغذائية المهمة في الاسواق العالمية صمغ اللبان / الأوليبانوم المنتج في البلاد ويتم إستهلاك معظم الإنتاج ، ولا يتم تصدير سوى نسبة محدودة منه.

      صمغ اللبان هو من بين الأنواع الطبيعية السائدة من الأشجار الحاملة لصمغ الراتنج خاصة في جنوب السودان ، حيث تغطي مساحات واسعة في جنوب حزام الصمغ العربي التقليدي ، ويوجد على المنحدرات والتلال.

      ويعتقد أيضا أن المنطقة التي تغطيها غابة من شجرة اللبان لها فوائد بيئية وإقتصادية متنوعة ، فتعتبر شجرة اللبان نوع من الأشجار متعددة الإستخدامات والأغراض حيث تستخدم جميع أجزاء الشجرة لأغراض مختلفة ، ولها أزهار ذات رائحة عطرة تظهر عندما تسقط الشجرة أوراقها ، وأيضا من مصادر الرحيق الهامة للنحل لإنتاج العسل ، وتعتبر الأوراق والبذور ذات القيمة الغذائية العالية كعلف جيد خلال موسم الجفاف للماعز والإبل وغيرها من الماشية .

     تستخدم أيضا اوراق شجرة اللبان ولحاءها والجذور والصمغ كأدوية تقليدية لعلاج الأمراض المختلفة ، ومن الناحية الإقتصادية يعد صمغ اللبان الأكثر قيمة من بين انواع الأصماغ الأخرى ، حيث أنه يدخل في تطبيقات أوسع للإستخدامات الصناعية الحديثة والإستخدامات ذات الخلفية الثقافية ، لذلك يعتبر مصدر مهم للعملة الصعبة.

      صمغ اللبان هو إفراز من خشب الراتنجات المتصلب الذي تم الحصول عليه عن طريق عمل شقوق في اللحاء بإستخدام أداة خاصة ، كلمة لبان مشتقة من الكلمة الفرنسية القديمة التي تعني ( البخور النقي ) . على الرغم من أنه معروف بإسم اللبان إلا أن الراتنج يطلق عليه إسم الأوليبانوم والذي يمكن إشتقاقه من كلمة اللبان العربية وتعني ترجمتها تقريبا الصمغ الناتج من ” الحلب ” في إشارة للنسغ الحليبي من لحاء شجرة اللبان ، ويرد تفصيل مكونات اللبان الكيميائية حيث يتكون من حوال 5-9 % من الزيوت الأساسية ، 65-85% من الراتنجات القابلة للذوبان في الكحول ، والصمغ المتبقي للذوبان في الماء .

     يستخدم مستخلص الزيوت العطرية من الراتنج أو اللبان الذي تم الحصول عليه عن طريق التقطير بالبخار في تطبيقات واسعة متعلقة بالطب التقليدي أو العطور أو العلاج العطري أو الأدوية أو كنكهة في صناعة الأغذية والمشروبات ، ولصنع المواد اللاصقة والعلكة ، ويشيع إستخدام اللبان غير المعالج  في الإحتفالات الثقافية والدينية ، وأيضا اللبان جنبا إلى جنب مع الذهب والمر ، يتم تقديمه للمولود الجديد في بعض العادات الثقافية والدينية ، ويستخدم كذلك على نطاق واسع كبخور في السودان والدول المجاورة ، ويستخدم في الكنائس في جميع انحاء العالم ، لذلك رغم ان اللبان منتج غابات قديم لكن لا يزال سلعة مهمة .

     تعد أثيوبيا وإرتريا وكينيا والصومال والسودان المنتجين والمصدرين الرئيسين للبخور ، فبالإضافة لفوائده البيئية ، يوفر اللبان وتسويقه مزايا إجتماعية وإقتصادية متنوعة على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية ، بما في ذلك فرص العمل ومزايا إقتصادية ملحوظة للتجار والمصدرين ، وإنعكست مساهمته في الإقتصاد الوطني كواحد من سلع التصدير الغابية.

     تم تصدير أكثر من 3700 طن متري من اللبان في السودان بين عامي 2001-2002 و2006-2007 بقيمة تصدير أكثر من 3.5 مليون دولار حسب التقارير السنوية لوزارة التجارة الخارجية ، ومع ذلك وعلى الرغم من الإمكانات الجيدة للموارد التي تتمتع بها البلاد ، فإن حصتها من السوق تظل صغيرة نسبيا فيما يتعلق بالمقارنة بالإمكانيات الحقيقية ، تعد محلية رشاد هي منطقة إنتاج اللبان الرئيسية في جنوب كردفان ، ولديها متوسط إنتاج سنوي 8000 طن متري ، بالإضافة إلى إمكانية تحقيق فوائد إجتماعية وإقتصادية وبيئية بإستخدام الموارد ، لم يتم عمل الكثير لتحليل نظم الإنتاج والتسويق للبخور في منطقة الدراسة ، وتعتبر البيانات المستقاة من هذه الدراسات ضرورية لوضع السياسات ولضمان أهداف التطوير والحفظ من خلال تسويق المنتج ، وبالتالي تهدف هذه الدراسة إلى :

1-تحديد وتوصيف الجهات الفاعلة في السلسلة ووظائفها وتفاعلها .

2- تقدير توزيع المنافع والقيمة المضافة على طول السلسلة.

3- تحديد الآليات التي من خلالها تتحكم الجهات الفاعلة في الحصول على الفوائد والحفاظ عليها.

صمغ اللبان :

      معروف ايضا ب(الأوليبانوم) والمستك ، وهو عبارة عن راتنج عطري تم الحصول عليه من أشجار من جنس (بوسويليا ) ولا سيما   ( بوسويليا ساكرا) ويستخدم في البخور والعطور.

      هنالك أربعة انواع رئيسية من بوسويليا التي تنتج اللبان الحقيقي ، ويتوفر كل نوع من الراتنج ، في مختلف الدرجات ، تعتمد الدرجات على وقت الحصاد ، ويتم فرز الراتنج يدويا لمزيد من الجودة .

1_ الوصف :

    يتم إستخلاص اللبان عن طريق قطع جزء من اللحاء والسماح للصمغ بالنزيف والتصلب ، وتسمى هذه الدموع بالراتنجات ، هنالك أربعة أنواع متعددة من أشجار اللبان ، ينتج كل منها نوعا مختلفا من الصمغ ، الإختلافات ناتجة عن التربة والمناخ ،  وتخلق تنوعا     أكبر من الراتنج حتى داخل نفس النوع .

   تعتبر شجرة اللبان شجرة غير عادية لقدرتها على النمو في بيئات لا تروق لأي شجرة أخرى النمو فيها ، لدرجة أنها تنمو أحيانا بشكل مباشر من الصخور الصلبة ولها جزوع منتفخة تنمع الشجرة من التمزق بعيدا على الصخور حتى أثناء العواصف العنيفة ،    ميزة   دموع صمغ اللبان على أنواع الصمغ الأخرى هي رائحتها العطرة.

   تبدأالأشجار في إنتاج الراتنج عندما يكون عمرها حوالي ( 8-10 ) سنوات ، ويتم الطق مرتين إلى ثلاثة مرات في السنة ، وتنتجأفضل انواع الدموع بسبب إرتفاع محتوى التيربين العطري والسيسكيتروبين ، بشكل عام ، فإن الراتنجات غير الشفافة الأكثر جودة هي   الأفضل ، تنتج الراتنجات الدقيقة على نطاق واسع في اليمن وعلى طول الساحل الشمالي للصومال ، بعض الدراسات تشير إلى أن أعداد أشجار اللبان تتناقص بسبب الإستغلال المفرط ، وقد تم العثور على الأشجار التي يتم إستغلالها بكثافة لإنتاج البذور التي تنبت بنسبة  16% فقط في حين أن بذور الأشجار التي يتم إستغلالها تنبت بنسبة تزيد عن 80% .

زهور وفروع شجرة البرسويل المقدسة ، وهي الأنواع التي يستمد منها معظم اللبان

2_ تاريخيا : 

    تم تداول اللبان في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا منذ أكثر من 5000 عام ، بيد انه توجد لوحة جدارية لأكياس اللبان المتداولة في ارض البونت تزين جدران معبد الملك حتسبسوب المصري القديم ، الذي توفى عام 1458 قبل الميلاد.

    أعيد إدخال اللبان إلى أوروبا من قبل الصليبين ( الفرنجة ) ، وعلى الرغم من أنه معروف بإسم ( اللبان ) بالنسبة للعرب ، إلا أن الراتنج يعرف أيضا بإسم ( الأوليبانوم ) وهو مشتق من اللوبان بالعربية ، والترجمة تعني تقريبا ما ينتج عبر الحلب ، في إشارة للنسغ اللبني الذي تم إستغلاله من شجرة البزويليه ، إفترض البعض أيضا أن الإسم يأتي من المصطلح العربي ( زيت لبنان ) لأن لبنان كان المكان الذي يتم فيه بيع الراتنج وتداوله مع الأوروبيين.

   يعتقد أن مدينة أوبر المفقودة ، التي تم تحديدها أحيانا مع إريم ما يعرف الآن بإسم مدينة شصر في عمان ، كانت مركز لتجارة اللبان على طول طريق البخور الذي تم إكتشافه مؤخرا ، تم إكتشاف أوبر في أوائل التسعينات وهي الآن قيد التنقيب الأثري.

  المؤرخ اليوناني هيرودوت كان على دراية باللبان وعرف أنه تم حصاده من الأشجار جنوب الجزيرة العربية ، ومع ذلك يشير إلى أن الصمغ توجد خطورة في حصاده بسبب الثعابين السامة التي تعيش في الأشجار ، ويمضي هيرودوت في وصف الطريقة التي إستخدمها العرب للتغلب على هذه المشكلة عبر حرق شجرة صمغ الستراكس الذي يؤثر على الثعابين عبر الدخان ، كما ذكر ثيوفر  إستوس وبلين الراتنج في كتابه التاريخ الطبيعي.

حرق غير مباشر للبخور على الفحم الساخن

3_ الجودة :

    اللبان يأتي في العديد من الدرجات ، وتستند جودته على اللون والنقاء ، والرائحة ، والعمر ، ويعتبر اللون الفضي والهوجاري عموما أعلى درجات اللبان جودة ، ويعتبر العمانيون ان النوع الفضي أفضل درجة من الهوجاري ، على الرغم من أن معظم الخبراء العرب يعتقدون انه ينبغي أن يكون العكس ، قد يكون هذا بسبب الظروف المناخية التي تكون فيه رائحة الهوجاري أفضل في المناخ الرطب نسبيا خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية ، بينما يكون النوع ذو اللون الفضي أكثر ملائمة للظروف الجافة الحارة في شبه الجزيرة العربية.

    تشير معلومات السوق المحلية في سلطنة عمان إلى أن مصطلح هوجاري يشمل مجموعة واسعة من انواع البخور بما في ذلك الفضي ، يتم تحديد الراتنج ليس فقط عن طريق العطر ولكن أيضا عن طريق اللون وحجم الكتلة ، ويعتبر اللبان الهوجاري الأكثر قيمة  والمتوفر محليا في سلطنة  عمان وأغلى من اللبان الصومالي .

4_ الإستخدامات :

  يستخدم اللبان في صناعة البخور والعطور ، يتم الحصول زيت الأوليبانوم الأساسي عن طريق التقطير بالبخار للراتنج الجاف ، وبعض روائح البخور للأوليبانوم ناتجة من الإنحلال الحراري ، كان اللبان يستخدم ببزخ في الشعائر الدينية في كتاب الخروج  في العهد القديم.

  كان المصريون القدماء يستخدمون اللبان كمسحوق لصناعة الكحل الأسود ، يظهر بشكل مميز على العديد من الشخصيات في الفن المصري ، يقال أن رائحة اللبان تمثل الحياة ، وكثير ما تستخدم الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية اللبان الممزوج بالزيوت لدهن الأطفال حديثي الولادة ، والأفراد الذين يعتبر أنهم ينتقلون إلى مرحلة جديدة في حياتهم الروحية.

  أدى  نمو المسيحية إلى تراجع سوق البخور خلال القرن الرابع الميلادي ، وجعل التصحر طرق القوافل عبر الربع الخالي من شبه الجزيرة العربية أكثر صعوبة ، بالإضافة إلى ذلك تسببت الغارات المتزايدة من قبل البارثيين الرحل في الشرق الأدنى في تجفيف تجارة اللبان بعد حوالي 300 ميلادي .

شجرة بوزويليا المقدسة ، التي يستمد منها اللبان ، تنمو داخل المحيط الحيوي

5- الطب التقليدي:

  يعتبر اللبان صالح للأكل وغالبا ما يستخدم في العديد من الأدوية التقليدية في آسيا من اجل الإهتمام بالبشرة الصحية ، يجب ان يكون اللبان المطلوب للأكل نقيا للإستهلاك الداخلي مما يعني انه يجب ان يكون شفافا ، دون أي شوائب سوداء أو بنية اللون ، غالبا ما يكون لونه أصفر فاتح مع صبغة خضراء خفيفة جدا ، غالبا ما يتم مضغه كالعلكة ، لكنه أكثر صلابة لأنه راتنج.

  في الطب الهندي القديم يستخدم اللبان الهندي والذي يشار إليه عادة بإسم ( دهوب) منذ مئات السنين لعلاج إلتهاب المفاصل ، وتضميد الجراح ، وتقوية نظام هرمون الإناث ، وتنقية الأجواء من الجراثيم غير المرغوب فيها ، يسمى اللبان في الإيورقيدا في الثقافة الهندية ( دهوبان ) ، يقترح أن حرق اللبان كل يوم في المنزل يجلب صحة جيدة لأفراد المنزل .

  حرق اللبان يصد البعوض ، وبالتالي يساعد على حماية الناس والحيوانات من الأمراض التي ينقلها البعوض ، مثل الملاريا ، فايروس النيل الغربي وحمى الضنك.

6- اللبان العطري :-

   يتم إنتاج زيت اللبان الأساسي عن طريق التقطير بالبخار لراتنج الأشجار ، المكونات الكيميائية للزيوت هي 75% من المونيبربين ، والسيسكيتيرين ، والمونيتربنول ، والسيسكيترنول ، والكيتونات ، له رائحة بلسمية رائعة ، بينما يحتوي زيت اللبان الهندي على رائحة منعشة للغاية ، كذلك اللبان السوداني يعتبر الأجود على الإطلاق.

7- العطر:

   يتميز أوليبانوم برائحة البلسميك الحار ورائحة الليمون ، مع مسحة صنوبرية قليلا ، يتم إستخدامه في صناعة العطور وكذلك مستحضرات التجميل والأدوية.

8- البحوث الطبية :

   يتم التحقق في الإستعدادات الموحدة للبخور الهندي من جنس بوسويليا سيراتا في الدراسات العلمية ، كعلاج لأمراض الإلتهابات المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي ، والتهاب المفاصل الروماتيزم ، وتشير نتائج الدراسة السريرية الأولية إلى فعالية مستحضرات البخور لمرض الكرون ، أما بالنسبة لتجارب العلاج في التهاب القولون التقرحي والربو والتهاب المفاصل الروماتيدي ، هنالك تقارير معزولة ودراسات تجريبية فقط لا يوجد منها دليل كاف على السلامة والفعالية .

  وبالمثل ، فإن الآثار الطويلة الأجل والآثار الجانية لتناول اللبان لم يتم التحقيق فيها علميا ، ويستند حمض بوسيليك في التأثيرات المضادة للتكاثر في المختبر على خطوط الخلايا السرطانية المختلفة لمثل سرطان الجلد ، وسرطان الكبد على تحريض موت الخلايا المبرمج ، وقد تم العثور على تأثير إيجابي في إستخدام البخور على العينات المصاحبة لأورام الدماغ ، على الرغم من التجارب السريرية    الأصغر يقول بعض العلماء ان النتائج ترجع إلى عيوب منهجية ، ويعتبر المركب النشط الرئيسي للبخور الهندي هو حمض البوسيليك .

  وفي مايو عام 2008 ، أعلنت فاسيب جورنال ، أن جامعة جونز هوبكنز والجامعة العبرية في القدس قد حددتا أن  دخان اللبان هو دواء له تأثير نفسي فعال حيث يزيل الإكتئاب والقلق لدى الفئران.

  ووجد باحثون في دراسة نشرت في مارس 2009 من قبل مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما ، تفيد بأن زيت اللبان يميز الخلايا السرطانية من خلال المثانة الطبيعية ويكبح قابلية بقاء خلايا السرطان.

    ينتمي بوسيليا بيبيريفيرا إلى عائلة  بيرسيريسيئاي التي تحتوي على مايزيد عن 600 نوع من 17 جنس ، واحد من تلك الأجناس بوسيليا روكسب ، يحتوي على 20 نوع من الأشجار الصغيرة إلى المتوسطة الحجم ، يتم توزيع جنس بوسيليا عبر المناطق الجافة والمدارية ، حيث يمتد وجوده في البر الرئيسي الأفريقي من كونتيفوار الى شمال شرق تنزانيا ، كما أنها تنمو في شمال مدغشقر وفي الهند ، مركز تنوعها يقع في شمال وشرق افريقيا ، بحيث توجد 6 أنواع من بوسيليا في أثيوبيا.

  بوسيليا بيبيريفيرا هي المصدر الرئيسي للبخور المنتج في إثيوبيا ، وإنتاج اللبان يكون أيضا في شمال إثيوبيا ومعروف تداوله في الأسواق الدولية كنوع التقراي الموجود أيضا في ارتيريا ، ويمكن أن تصل أشجار بوسيليا بيبيريفيرا الى إرتفاع 20 متر.

  تحوي الأوراق المركبة الكبيرة على 6-8 أزواج من المنشورات بالإضافة على واحدة على الحافة ، شكل الورقة بيضاوية ، بطول 4-8 سم ويوجد نسيح شعر كثيف تحتها ، وتكون حواف الأوراق ذات أسنان مستديرة ، وأحيانا ذات أسنان مزدوجة ، تتطور الزهور ذات الرائحة الحلوة على رؤوس فضفاضة في نهاية الشعيرات سميكة الشكل ، التي تظهر قبل الأوراق الجديدة ، ساق الزهرة أحمر ، التي يمكن أن يصل طولها إلى 35 سم ، وتحمل أزهارا بيضاء ووردية اللون وتحتوي على 5 بتلات و10 أسدية صفراء .

  الثمار على شكل الكمثرى عبارة عن كبسولة حمراء طولها حوالي 2سم مقسمة إلى 3 صمامات يحتوي كل منها على بذرة واحدة صلبة ، يتم نقل الثمار في نهايات الأفرع الإنجابية ، غالبًا ما يتقشر اللحاء الخارجي في قشور رقيقة ورقيقة ، واللحاء الداخلي لونه أخضر. عند الجرح او الطق ، ينضح اللحاء راتنجًا عطريًا مائيًا ، يتصلب ببطء مع تعرضه للهواء.

الشكل . ب. شجرة البيبيريفيرا (وسط) ، أزهارها (أعلى اليسار) ، أوراق الشجر (يمين) ، لحاء مع دمعة اللبان (أسفل اليسار) ولحاء متقشر (أسفل المنتصف)

 

الشكل . توزيع B. papyrifera (Del.) Hochst في أفريقيا

المصدر: مقتبس من هيبر (1969) وفولسين (1989).

    في إثيوبيا ، تنمو أنواع البوزويلية بشكل طبيعي في التكوينات النباتية المختلفة ، توجد هذه الأنواع في الغالب في الغابات  ذات الأوراق المتساقطة من أكاسيا – كوميفورا ، وفي الغابات شبه الصحراوية والنباتية الصحراوية المنخفضة ، كما توجد هذه الأنواع من النباتات في الأراضي المنخفضة الشمالية والشمالية الغربية والغربية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية وكذلك على طول ممرات الأنهار الرئيسية مثل النيل الأزرق وتيكيز وروافده.

يقتصر نبات البوزويلية البريبيفيرا على غابات الأشجار  ذات الأوراق المتساقطة من تيرماليا – كومبريتوم في الشمال والشمال الغربي وبعض ممرات الأنهار الرئيسية في الشمال. في هذه المناطق ، يغطي النطاقات الإيكولوجية المتنوعة والواسعة ، والتي توجد في مناطق على ارتفاع يتراوح من 220 إلى 1800 متر فوق مستوى سطح البحر ، مع كمية هطول أمطار سنوي يتراوح بين 100 و 800 ملم ، ودرجة حرارة سنوية متوسطة تتراوح بين 25 و 40 درجة مئوية. توجد البوسويليا البريبيفيرا في الغالب في مناطق تيغراي وأمهرة وبني شانغول جوموز ، على الرغم من الإبلاغ عن وجودها على نطاق أصغر في بعض أجزاء من منطقتي أوروميا وعفر. وفقًا للتقديرات المتاحة ، يوجد حوالي 1.7 مليون هكتار من الأراضي الحرجية التي تنموا فيها بوزويلية بيبيريفيرا  حيث توجد أنواعها الرئيسية في 3 مناطق إدارية. في إفريقيا عمومًا ، كما توجد البوزويلية بيريفيرا  في جمهورية الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وإريتريا وإثيوبيا ونيجيريا والسودان وأوغندا.

     تنمو أنواع البوزويلا في المناطق شديدة الانحدار والصخور ، والمواقع المكشوفة ، وتدفقات الحمم البركانية أو وديان الأنهار الرملية ذات التربة الضحلة للغاية او تحتوي على نسبة عالية من الطمي ، وهي تتكيف بشكل جيد مع التربة الرملية / الصخرية الحمراء وتنموا بشكل جيد في التربة ذات الخصوبة الضعيفة ، كما أنها تنمو بكثافة على المنحدرات الحادة والصخرية ، وعلى المنحدرات وعلى مصارف اللانديسكيب.

1- الإزهار :

    تنتج شجرة اللبان أوراقًا تتساقط في اشهر الأمطار القليلة الأولى ، في حوالي شهر أبريل في شمال غرب إثيوبيا. تلقي الشجرة الأوراق في بداية موسم الجفاف ، في أكتوبر ونوفمبر. وتبدأ في الإزهار في أكتوبر ، وتبدأ معظم الثمار في النضج في نوفمبر وتسقط من الشجرة قبل النصف الثاني من شهر يناير . عادة ما تنمو الزهور ذات الرائحة الحلوة على ساق الزهرة الحمراء (الشكل) قبل الأوراق الجديدة. وقد أظهرت الملاحظات الحديثة أن اللبان يعرض فينولوجيا مختلفة قليلا في مواقع مختلفة ، وفقا للظروف البيئية ، وخاصة هطول الأمطار. وبالتالي ، قد لا ينطبق الوصف الفينولوجي الوارد هنا على النطاق الجغرافي الكامل للأنواع.

الشكل. أنثى مزهرة من B.papyrifera ، Rapanui

2- إنتاج البذور :

   عادة ما تحمل شجرة اللبان البذور بكثرة تصل من 44000 الى 64000 بذرة لكل كيلوغرام من البذور ، ودرجة نقاء عالية ، وعادة أكثر من 90% من بذور اللبان تنبت بسهولة ولها معدل إنبات مرتفع ، لا تحتاج لتحفيز مسبق ولا تتعرض للخمول رغم ذلك اذا حدث لها خمول يمكن علاجه عن طريق النقع في الماء البارد لمدة 12 ساعة للحث على إنبات أكبر وأسرع للبذور ، على النقيض من ذلك فإن معالجة البذور بالماء المغلي او حامض الكبريتيك المركز كما هو معتاد يمنع الإنبات.

   وقد لوحظت فروق بين البذور في الصلاحية ( قابلية الإنبات) في الأنواع ويعد هذا أمرا مثير القلق ، حيث أن اللبان قد ينتج بذورا غير قابلة للإنبات او خاملة في بعض السنوات ، وهو جانب يستحق المزيد من البحث ، وقد لوحظ وجود نسبة عالية من نوبات الحشرات ونسبة عالية من البذور بدون أجنة من بذور الأشجار القديمة ، او الأشجار التي يتم إستغلالها بصورة مكثفة بدلا من ذلك يجب جمع البذور من الأشجار متوسطة الحجم ، والصحية وغير المستغلة إن وجدت ، إذا لم يكن الأمر كذلك ، يجب ان تجمع البذور من الأشجار المستريحة بشكل كافي.

  يمكن تخزين بذور اللبان في ظروف تخزين مختلفة مثل درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة ، دون فقدان كبير للحيوية بشرط أن يكون محتوى الرطوبة في البذور منخفضا  ( 6% او أقل ).

3- تسويق الشجرة :

   من المعروف أن شجرة اللبان يمكن تسويقها عبر عدة وسائل ، من إنبات البذور الطبيعية في البراري ، وإنتاج شتلات المشاتل وزرعها ، والقطع الجذري للبراعم ومصاصات الجذر وغيرها.

3.1 الإنتشار القائم على البذور :-

أ. إنتاج الشتلات في الحاضنات بمحدودية :

   ومع ذلك تشير الملاحظات إلى أن الشتلات يمكن أن تربى في مشاتل دون مشكلة ، كما هو الحال مع العديد من أنواع الأراضي الجافة الأخرى ، البذور تنبت بسهولة وتنموا الشتلات بقوة على أنواع التربة المختلفة ، ومع ذلك يوصى بإستخدام نسبة أعلى من الرمال مقارنة بالعادة المستخدمة في تربة الحضانة ( مثل نسبة التربة 3:3:1 ) ذلك لأن اللبان يتطلب بيئة التربة جيدة التصريف للهواء ، علاوة على ذلك يجب أن يكون الري أقل تواترا مما يتم تطبيقه عادة على شتلات العديد من الأنواع الأخرى لأن اللبان يحتاج لنوع من الأراضي الجافة ، وبالتالي يميل إلى تطوير جذر عميق في الحضانة ، مع نسبة نمو الجذر الى الجذع حوالي 1:3 وبالتالي تتطلب شتلة اللبان تقليم الجذر في المتوسط تصل الشتلات لحجم النبات في غضون 4 الى 5 أشهر .

الشكل . شتلة ب. بابيرفيريرا عمرها شهرين في الحضانة

ب. نشرها في البراري :

   غالبا ما يتم ملاحظة أعداد كبيرة من الشتلات في المواقف الطبيعية للبان خاصة خلال موسم الأمطار ومع ذلك لأسباب لا تزال غير معروفة إلى إلى حد كبير ، فإن معظم الشتلات تفشل في البقاء خلال موسم الجفاف وقد أدى ذلك إلى الحد الأدنى من توظيف المدرجات الطبيعية لتحل محل الأشجار القديمة والميتة ، كما أن أوراق شجرة اللبان مستساغة للغاية للماشية والحيوانات العاشبة والبرية ، وكثيرا ما يتم إلتهام الشتلات او سحقها بسبب الرعي غير المنضبط في غابات اللبان ، وأيضا تسبب النار أضرارا كبيرة ، يمكن حفظ الشتول من المواشي عن طريق زرعها وإعادة زرعها في دور الحضانة والمشاتل وإدارتها حتى تصل إلى قوة كبيرة كافية لتتحمل ظروف الحقل لإعادة زراعتها.

التين بيتولا بابيرفيرا من الذكور

التين بيتولا بابيرفيرا من الإناث 

ج- زرع وحماية البذور والشتلات :

   يجب التحقق أن شتلات اللبان بقوة كافية قبل زرعها ، ويجب تقوية الشتلات جيدا قبل زرعها لأن الشتلات الحديثة قد لا تكون قادرة على تحمل الظروف البيئية القاسية القاحلة وشبه القاحلة ، ويجب حماية الشتلات من رعي الحيوانات والنمل الأبيض والفئران والحرائق ، إذا كان بالإمكان فينصح ببناء فواصل النار والسور لحماية الشتلات ، ولحماية الشتلات أيضا من النمل الأبيض ويقترح إستخدام المبيدات الحشرية وخاصة المبيدات الحيوية.

3.2 الإنتشار من خلال قصاصات الجذور :

   أثبتت التجارب أن الشتلات التي تنمو في الحضانات من اللبان معدل نجاح إنشاء حقل منها ضعيف ، حتى عندما تكون محمية من الرعي والنار فتفشل الشتلات في إظهار بقائها على قيد الحياة ، ومن المتوقع أن يؤدي التكاثر الخضري مع قطع الجذور إلى نجاح إنشاء الحقل للأنواع المختلفة حتى يمكن إنشاء غابة مزروعة ، كما هو الحال في معظم النباتات الإستوائية متساقطة الأوراق.

   يمكن أن تنتشر شجرة اللبان عبر قصاصات الفروع والجذور كما في الشكل في الواقع على عكس أساليب التكاثر اللاجنسي الأخرى مثل التطعيم والبراعم والإنتشار الجزئي ( زراعة الأنسجة ) ، فإن تقنيات القطع الكلية سهلة ورخيصة وسريعة ، ويمكن أن تتأمل قصاصات الماكروا في بيئة مفتوحة عندما تزرع مباشرة في الحقل.

   لإستخدام قصاصات الجذور لنشر شجرة اللبان ينبغي ، ينبغي جمع المواد من النباتات المانحة ولابد أن تكون في حالة صحية جيدة وناضجة وقوية ، وهذه من العوامل المهمة بشكل كبير لنجاح عمليات قص لجذور ، وأيضا من العوامل المهمة يجب إختيار الموسم المناسب الذي يتم فيه إجراء عمليات التجميع والغرس ، حيث يجب أن يتم التجميع والغرس خلال موسم الجفاف عندما تكون الأشجار المانحة نائمة ، على سبيل المثال في مدينتي تيغري وميتيما أفضل شهرين  لجمع شتلات اللبان هما شهري فبراير ومارس ، يجب أن تكون أبعاد القطع المستخدمة حوالي 1-1.5 متر وبها محيط يبلغ حوالي 20 سم ، ولقد بدأت عدة تجارب لإستكشاف خيارات لتقليل ارتفاع وقطر القطوع اللازمة للمجموع الخضري ونشره بصورة ناجعة ، ويجب زرع قطع الفروع لحمايتها من الجفاف والذبول ، ويجب أن تتراوح عمق الحفرة بين 45 الى 60 سم ، ويبلغ قطره على الأقل 20 سم ، كما يجب تقطيع الجانب الأكثر سمكا للقطعة الفرعية بزاوية مائلة للسماح للطبقة الخارجية بلمس التربة تماما ، ويجب تغطية الطرف الآخر بطبقات طاردة للماء ، ومعالجته بمبيدات الفطريات لتجنب التسوس والجفاف ، ويجب وضع التربة الدقيقة التي أزيلت من الحفرة في الحفرة وتعبأ تماما لتقليل فراغات الهواء ، يجب تفكيك التربة المحيطة بالحفر وتكديسها حول القطع لتشكيل تل صغير لتجنب تراكم المياه في الحفرة ، وتعتبر عملية إزالة الأعشاب الضارة والمزروعة ضرورية ، كما ينبغي حماية القطع من الحيوانات والآفات الحشرية مثل النمل الأبيض عن طريق إستخدام المواد الكيميائية المضادة للنمل الأبيض .

الشكل. بابيريفيرا أنشئت في محطة أبحاث في تيغري (أ) وتحت الظروف الميدانية في ممر النيل الأزرق (ب).

3.3 الإنتشار من خلال إمتصاص الجذور :

   يمكن أن تتوالد شجرة اللبان عن طريق ماصة الجذور ، وهذه الطريقة تلعب دورا كبيرا في التكاثر في البيئة الطبيعية ، يمكن للجذر المكشوف من الشجرة الناضجة أن يبدأ في نمو برعم جذر ، والذي إذا تمت حمايته من التلف والحيوانات والحشرات ، يمكن أن ينموا ليصبح شجرة ناضجة .

تنبت الجذر B. papyrifera في موقفها الطبيعي في Metema

1- الطق :

   تقليديا يتم إنتاج اللبان من بيسيليا بيبريفيرا من خلال عملية جرح صناعي في لحاء الأشجار ، وهي عملية تسمى الطق ، يتم الطق خلال موسم الجفاف ، ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كان موسم الجفاف قد تم إختياره بعناية للراغبين في ذلك ، ام لأنه تمليه فيسيولوجيا الشجرة ، يتضمن الطق التقليدي عمل جرح في الطبقة الخارجية من اللحاء قليلا وتشكيل جرح دائري طوله (1-2) سم وعرضه (1.5) سم وعمقه (0.5-1) سم ، عادة ما يتم إجراء الطق على 3 مواضع من كل جانب من الشجرة ، بدءا من حوالي 0.5 متر من قاعدة الجذع كما في الشكل ، ويمكن إجراء أكثر من 3 أماكن للطق إعتمادا على حجم الشجرة.

   الطق هو عملية دورية تتكرر كل 15-20 يوم بعد الطق الأول ، أثناء دورات الطق اللاحقة يتم تحديث أماكن الجروح القديمة ويتم توسيع نطاق الطق بشكل معتدل عن طريق إزالة المزيد من اللحاء من الحواف العلوية للجرح السابق ونحت 2 سم من الحافة السفلية ، ويستمر الطق حتى بداية موسم الأمطار ، وهكذا يتم يتم إستثمار الشجرة من 8-12 مرة في السنة وفي نهاية سنة الإنتاج ، قد يصل كل جرح إلى حوالي 15 سم أو أكثر .

   زيادة عدد نقاط الطق في الشجرة يزيد من العائد السنوي الإجمالي لصمغ اللبان من كل شجرة ، ولكنه يؤثر على حيوية الشجرة ويتداخل مع بيولوجيا التكاثر إذا كانت الشجرة بها الكثير من الجروح ، فيمكن أن تنتج دموعا من الراتنج جيدة جدا او مغبرة ، وبالتالي تكون أقل جاذبية للمشترين ، في الواقع يجب تطبيق شدة الطق المثلى لضمان التوصل لحل وسط بين حجم الدموع المسال وإجمالي إنتاج اللبان والتأثير على الشجرة ، تبلغ شدة الطق الموصى بها لكل شجرة من الأشجار التي يبلغ قطرها 20 سم من ارتفاع صدر الشجرة أو قلبها ، أي ما مجموعه 12 نقطة ( 3 نقاط على كل جانب من الجوانب الأربعة ) للأشجار المتوسطة التي يتراوح قطرها (20 -30) سم ،وما مجموعه 16 نقطة ( 4 نقاط على كل جانب من الجوانب الأربعة ) للأشجار > 30 سم .

  الشكل. عرض تخطيطي للمسافات الموصى بها بين مواقع الطق (يسار) وممارسة الطق (يمين) (الشكل : جيرماي ، الصورة:Wubalem T)

    هنالك عنصر مهم آخر في إدارة نظام الطق وهو تجديد الجرح في الفترة الزمنية الصحيحة ، إذا لم يتم تجديد الجروح القديمة تماما يتسبب بإلتئام الجروح الأكبر سنا مما يؤدي إلى تأخير إفراز الصمغ ، هذا يكافئ تقريبا بدء عملية الطق بأكملها مرة أخرى ، مما سيؤدي إلى إنخفاض إجمالي العائد السنوي وزيادة تكاليف الإنتاج.

   تقديرات الإنتاج السنوي للبان لكل شجرة تختلف إختلافا كبيرا بحيث يمكن أن يتمايز حجم الإنتاج بين 6.7- 451.4 جرام من اللبان لكل شجرة في السنة ، ويعزى الإختلاف في حجم الإنتاج لكل شجرة إلى حجم الشجرة ، وكثافة النقر وظروف الموقع ، بشكل عام توفر الأشجار ذات ( دي بي إتش ) الأكبر إنتاج أعلى من اللبان من الأشجار ذات (دي بي إتش ) الاصغر .

   وبالمثل تزيد شدة النقر زيادة إنتاج الصمغ لكل شجرة ، ويمكن مضاعفة إنتاج اللبان ثلاث مرارت عن طريق زيادة عدد نقاط النقر لكل شجرة من 4 – 12 نقطة ، ولكن هذا لا يكون مستداما لهذا السبب يوصى بإصابة الأشجار الصغيرة في مواضع قليلة ، مع زيادة لاحقة في عدد النقاط الجرحية مع زيادة الشجرة لمحيطها ، التباين الواسع في إنتاج اللبان شائع بين الأشجار ذات الأحجام المتشابهة التي تنموا في نفس البيئة ، تشير الأبحاث إلى وجود إرتباط ضعيف بين أبعاد الشجرة مثل ( دي بي اتش ) والطول وإنتاجية اللبان.

   إن تطوير نموذج تنبؤي لتقدير انتاج صمغ اللبان لشجرة او منطقة إنتاج بإستخدام مثل هذه العلاقات المترابطة بشكل ضعيف سيكون مضللا.

2- المناولة بعد الحصاد :

   بإستخدام أوعية التجميع المصنوعة محليا ، يلتقط العمال يدويا صمغ اللبان من الأشجار ، ومن ثم يتم تجميعه ونشره على حصير تحت ظلال مؤقتة شيدت في هذا المجال لأغراض الفرز والتجفيف لتجنب تكتل الصمغ ، ثم يتم التغليف للصمغ في أكياس ونقله لمستودعات دائمة لمزيد من المعالجة.

الشكل. دموع اللبان تتساقط من موقع الطق (أ) ؛ أداة طق وجمع اللبان (ب) ؛ موقع جمع إنتاج اللبان تحت الظل (ج)

     تتضمن المعالجة الإضافية في المستودعات تنظيف أي مواد غريبة ( مثل العشب أو الأورا ق أو الأحجار الصغيرة ) من اللبان ، أثناء عملية الفرز اليدوي والدرجات ، يتم فرز اللبان إلى 7 درجات بناءا على اللون وحجم المسال من دموع الصمغ.

   يلعب التنظيف والفرز والدرجات دورا مهما في تحسين جودة المنتج ومع ذلك فإن ممارسات المناولة التقليدية بعد الحصاد لها عيوب عديدة تؤثر سلبا على جودة المنتج ، وتشمل المشاكل الرئيسية التخزين غير السليم ، وإستخدام الحاويات الملوثة ، والظروف الصحية السيئة أثناء الفرز والتنظيف ، إحدى المشكلات الشائعة على سبيل المثال غالبا ما يتم حفظ اللبان بعد جمعه من الأشجار في الحقل تحت درجة حرارة عالية لفترة طويلة في حاوية مثقبة ( غير محكمة الإغلاق ) هذه الممارسات غير السليمة بعد الحصاد تؤدي إلى فقدان نسب كبيرة من الزيوت الأساسية وتخفيض لاحق لجودة اللبان .

يتطلب تقديم اللبان عالي الجودة الإلتزام بالإرشادات التالية :

1- يجب إستخدام الأوعية النظيفة والملائمة لجمع الصمغ ، وإستخدام حاويات نظيفة ومعقمة ومحكمة الإغلاق لتخزين ونقل المنتج .

2- يجب أن تكون غرف/ظلال التخزين نظيفة قدر الإمكان وأن تظل درجة الحرارة معتدلة نسبيا.

3- يجب إجراء عمليات الفرز والتنظيف بمواد نظيفة خالية من الغبار والعشب .

4- يجب تجنب التخزين أو النقل مع مواد مثل البترول أو الزيت أو الملح.

5- يجب أن يحافظ الجامعون والمنظفون على النظافة لتجنب التلوث .

6- يجب تجنب اللبان المتساقط من الأشجار المخلوط بالغبار ما امكن ذلك ، إذا لم يكن الأمر كذلك ، فيجب جمعه وتنظيفه بشكل منفصل تماما.

جدول يوضح درجات صمغ اللبان :

النسبة المتوقعة من 1 قنطار من اللبان المعالج (%)

الوصف

الدرجة

22

الحجم ≥ 6 مم ، أبيض

A1

9

الحجم ≥ 6 مم ، أبيض قشري

B1

11

حجم 4-6 مم

2

8

حجم 2-4 مم

3

19

أي حجم ، بني

4  Special

17

أي حجم ، أسود

4 Normal

14

مسحوق مع لحاء لا يوجد حد للحجم

5

   إن إتباع هذه المبادئ التوجيهية لتحسين الممارسات المتعلقة بما بعد الحصاد ، ستمكن من توفير اللبان عالي الجودة والقيمة الأعلى في السوق.

   فشلت الدراسات الحديثة ، في التمييز بين الإختلافات في التركيب الكيميائي بين درجات مختلفة من اللبان ، هذا يوحي للمنتجين والمصدرين بأن تقليد الدرجات المبنية على الحجم واللون هو مجرد شرط مادي وقد لا يكون له أي علاقة بالتركيب الكيميائي ، في الواقع يتم معالجة اللبان من جميع الدرجات في المنتجات النهائية أكثر أو أقل يشير هذا إلى أن المعالجة الجزيئية للقيمة المضافة على الأقل ، مثل إستخراج الزيت العطري ، ستوفر عوائد أفضل من اللبان الخام ، خاصة بالنسبة للمنتجات التي يتم تصنيفها على أنها منخفضة وتباع بأسعار منخفضة ، يمكن إستخراج الزيوت الأساسية بعدة طرق ، مثل الإستخلاص الميكانيكي أو المذيب ، والتقطير الفراغي وتقطير الساق/المائي.

   معالجة اللبان لإنتاج الزيوت الأساسية بسيطة ولا تحتاج إلى معدات متطورة ، ويتم وضع اللبان في الماء في جهاز تقطير ، ويتم الحفاظ على الماء عند نقطة الغليان ، البخار الذي يحتوي على زيوت متطاير مذابة أو متبخرة من البخور يتم تكثيفها وجمعها في حوض ، حيث يطفوا الزيت فوق الماء ، يمكن إعتماد هذه التقنية على مستوى المزارعين بإستخدام جهاز نموذجي.

    غابات اللبان تواجه العديد من التحديات ، وهنالك 4 عوامل مباشرة تؤثر على تلك الغابات هي ، إزالة الغابات لإنتاج المحاصيل من قبل المزارعين التجاريين والمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المعاد توطينهم ، الرعي الجائر ، الطق المكثف وغير اللائق ، زيادة حرائق الغابات .

   وتتمثل العوامل الأساسية في التدفق السكاني المرتفع ، بشكل رئيسي من خلال خطط إعادة التوطين ، إلى جانب بيئة مؤسسية ضعيفة لتنظيم الوصول إلى موارد الغابات الجافة وإدارتها ، وقد أدت هذه العوامل إلى تحول غير خاضع للتحكم والإستغلال غير المنظم للأراضي الحرجية ، مما أدى لإزالة الغابات على نطاق واسع ، وتعد مواجهة هذه التحديات شرطا أساسيا لضمان الإنتاج والإمداد المستدامين لصمغ اللبان ، ويعد تطوير مؤسسات محلية أقوى ، حيث تتولى المجتمعات المحلية زمام المبادرة ، وإقامة روابط مستدامة للسوق وخطوات أساسية لتحقيق تنمية ناجحة للشركات القائمة على اللبان على المستوى المحلي ، وقد تخلق روابط السوق أيضا حافزا إقتصاديا للمزارعين لإدارة الغابات الجافة بمسئولية والحفاظ على الخدمات البيئية للغابات وتقدم الأقسام التالية تدابير محددة متعلقة بالإدارة للحفاظ على إنتاج اللبان .

1- الحد من إزالة الغابات :

    يمثل التوسع في الأراضي الزراعية نتيجة للضغط السكاني البشري وبصورة رئيسية من برنامج إعادة التوطين التي ترعاها الدولة ، يمثل تهديدا متزايدا لغابات اللبان ، ويتم تحويل غابات اللبان إلى أراضي زراعية بمعدل متزايد كل عام في العالم خاصة في إثيوبيا ، على سبيل المثال من عام 2003 الى عام 2005 تم إستيطان 18,586 أسرة رسميا من مقاطعة متيما من خلال برنامج إعادة توطين ولاية أمهرة ، لدى وصولهم تم تخصيص 2 هكتار من الأراضي الزراعية.

2- إدارة حرائق الغابات :

  يعد الحرق المتحكم فيه جزءا من ممارسة إدارة الغابات التي تخدم العديد من الأغراض ، يتم إستخدامه للحد من زحف العشب في الأدغال والسيطرة على الطفيليات الحيوانية مثل القراد ، ومع ذلك ، في السنوات الأخيرة ، إشتدت الحرائق في المناطق الحرجية باللبان ، ولا يقتصر الأمر على قيام المزارعين فقط بل بإشعال النار أيضا لتخفيض النمو او لتقليل مخاطر مواجهة الثعابين أو غيرها من الحيوانات البرية ، كما يشعل السكان المحليون النيران أثناء حصاد العسل البري أو إزالة الغابات من الأراضي الزراعية ، فهذه الحرائق يمكن ان تنتشر مما تتسبب في أضرار للأراضي الحرجية بما في ذلك الشتلات الناشئة  ، نظرا لعدم ووجود آلية منظمة لمكافحة الحرائق في المناطق ، يتكرر حدوث الضرر في كل مرة تحدث فيها حرائق الغابات ، لذلك من الأهمية بمكان زيادة الوعي وإنشاء مؤسسات محلية مسؤولة عن الحد من حدوث الحرائق والأضرار في هذه المناطق .

الشكل. إدارة الغابات وخطوط النار في المناخات المتغيرة | علم

3- تحسين طرق الطق وتوقيتها :

   يمكن أن يتسبب الطق في إلحاق الضرر بالأشجار إذا تم ذلك بكثافة عالية او من قبل عمال عديمي الخبرة ، وينشأ الضرر لأن الطق يعرض الأشجار لهجوم معدي من الحشرات وغيرها من مسببات الأمراض ويقلل من قوة الشجرة ويزيد من الخطر عليها عند التعرض المفاجيء للرياح .

   علاوة على ذلك ، فإن شدة الطق على أشجار اللبان تقلل من تكاثرها الجنسي عن طريق التأثير على توزيع الكربون بين إنتاج اللبان ، والجراح الغير المضمدة  ووضع الثمار والبذور.

   يتم ممارسة الطق فقط خلال موسم الجفاف ، ويبدوا أن هذا الموسم مناسب لهواة جمع الصمغ ، فالأشجار في حالة سبات خلال هذه الفترة ، وهنالك إعادة توزيع للكربون كبير لإنتاج اللبان ، هذا التوزيع للكربون يضعف الأشجار ويحد من إنتاج البذور القابلة للحياة ، بشكل عام ، الإستغلال المكثف ينتج بذورا اقل قابيلة للحياة ، والتي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على التجدد الطبيعي.

  ونظرا لأن الأشجار غير المستغلة تنتج بذورا صحية وقابلة للحياة للغاية ، يوصى لجميع أنظمة الإنتاج ، بترك مجموعة من الأشجار بدون إستغلال لتكون بمثابة مصادر للبذور ( الأشجار الأم ) ، إذا كان هذا صعب التنفيذ ، فإن السماح لفترة راحة كافية من 3-5 سنوات بعد إستغلالها بشكل متتابع لبضع سنوات يمكن الأشجار من إستعادة حيوتها.

4- الحفاظ على قابلية تكاثر شجرة اللبان :-

  يبدوا أن سوء الإدارة الحالي لأشجار اللبان يؤثر على تركيبة تكاثر الأنواع في بعض المواقع ، تشير التقارير أن 65% من مجموع كثافة الشجرة يقع في نطاق القطر من 10-20 سم في ظل الظروف العادية ، وينبغي أن تكون أصغر الأشجار عمرا أحجمامها لا تقل عن 10سم من أكبر نسبة مئوية من مجموع كثافة الأشجار ، وتدل الكثافة المنخفضة للشجيرات ذات الأقطار الصغيرة على أن حضانة وتجديد الشتلات غير كافيين ، هذا يحتمل أن يشكل تهديد لإنتاج صمغ اللبان بصورة مستدامة ، وتعد إدارة بعض الإراضي الحرجية لدعم تجديد وحسن إستغلال اشجار اللبان من خلال التحكم في الرعي والحرائق المفتوحة ، وبتغذية الشتلات ، ويعد هذا أمرا ضروريا للمحافظة على كثافة الأشجار أو الشتلات القابلة للحياة ، والقادرة على البقاء ، والذي يعد على المدى الطويل مفتاحا لضمان إمدادات مستدامة من اللبان.

آثار الحريق في غابات البوسيلا باريفيرا  على الأشجار والشتلات .

الشكل. الطق غير السليم (أ) يعرض القطب الداخلي للشجرة  للخطر (ب) ويعرض الشجرة لهجوم الطفيليات (ج)

5- توصيات أخرى متعلقة بالإدارة :

   يعتمد إنتاج فوائد مستدامة من القطاع الفرعي لصمغ اللبان على التوفيق بين الإستدامة البيولوجية والقدرة التجارية ، تتوفر عدة طرق ممكنة لزيادة إنتاج وجودة اللبان ، مثل إستخدام أدوات وطرق الجمع المناسبة ، وتحسين الغابات الطبيعية وإنشاء مزارع لزيادة الإنتاج وتحسين الإنتاجية.

5.1 تحسين طرق الحصاد :

   كما نوقش أعلاه ، يؤثر الطق ( النقر) غير الصحيح على الأشجار سلبا ، ومع ذلك ، في منطقة ميتيما على سبيل المثال ، تجلب بعض الشركات بعض العمال ، الصغار وغير المهرة ، الذين يعاملون الأشجار بشكل غير صحيح وسليم ، لذلك ، لتقليل آثار الطق غير الصحيح للأشجار ، من المهم والضروري تزويد العمال بالأدوات المناسبة والتدريب المناسب على ممارسات الطق المناسبة ، يتفاقم نقص العمالة المهرة والمدربين في مناطق الإنتاج بسبب المنافسة على العمالة من المزارع التجارية القريبة.

5.2 إدارة المدرجات الطبيعية للتجدد كفاية :

   في الوقت الحاضر ، يتم إنتاج اللبان من المجموعات الطبيعية لأشجار اللبان ويتطلب ضمان الإنتاج المستمر للبان البخور من المدرجات الطبيعية ، إدارة الموارد بصورة مسئولة ، ويشمل ذلك ، من بين أمور أخرى ، إدارة وتجديد أشجار اللبان في الغابات الطبيعية ، من خلال الإدارة المناسبة للنظام الإيكولوجي ، خيارات الإدارة التي تدعم التجديد الكافي لأشجار اللبان يتم عبر تنظيم حصاد اللبان والإدارة المكثفة للمدرجات.

1- تنظيم الحصاد ، يعتمد على تنظيم الطق ، إما عن طريق السماح بفترة راحة طويلة بما فيه الكفاية أو عن طريق تقليل شدة الطق أو مزيج من الخيارين ، هذا ضروري لتعزيز التجديد ، وهذه التقنية رخيصة وبسيطة ولكن لديها عيوب إنخفاض المكاسب الإقتصادية على المدى القصير ، ولتحسين المكاسب الإقتصادية يمكن دمج خيار الإدارة هذا مع الإنشطة الإقتصادية الأخرى مثل الإنتاج الحيواني ، ويمكن إستخدام العشب بما في ذلك أوراق اللبان كأعلاف الماشية ، الإستراتيجيات البديلة للحصاد المنظم هي إعتماد الحصاد الإنتقائي أو الحصاد الدوراني ، وينطوي الحصاد الإنتقائي على ترك عدد كاف من الأشجار الأم يمكن وصفها بالأصحاء في المناطق الطبيعية بشكل إنتقائي .

  هذه الأشجار تكون بمثابة مصادر البذور القابلة للحياة لتعزيز التجديد ، يجب حماية هذه الأشجار ومحيطها من النار والرعي لحماية الشتلات الناشئة ، يشمل الحصاد الدوراني مراكز الإنتاج الدورية للسماح لبعض المواقع بالراحة الكافية أثناء إنتاج في مواقع أخرى ، يمكن ان يقوم النظام على المعرفة التقليدية لهواة الجمع حيث يوجد نقص في البحث العلمي عن فترة الدوران المناسبة.

2- الإدارة المكثفة : يتضمن خيار الإدارة ضبط شدة الحصاد بإستخدام ممارسات الحراثة لتحسين إدارة التكاثر الطبيعي للأنواع ، تتضمن هذه الإدارة إعداد الموقع ، والبذر الإصطناعي ، والتظليل والري وحماية الشتلات من الرعي والحرائق والحرذان والنمل الأبيض ، يمكن تطبيق تطبيقات إدارية أخرى مثل التخفيف لضمان نمو سريع وعائدات عالية ، ومع ذلك ، فإن المعرفة بتقنيات الإدارة المناسبة للأنواع لا تزال محدودة للغاية ، وهنالك حاجة لمزيد من البحث لتحديد أفضل السبل لإدارة قاعدة الموارد.

5.3 تدجين وإنشاء المزارع :

  لم يتم تدجين شجرة اللبان بعد إثيوبيا ، وإن تدجين الأنواع وزراعتها على نطاق واسع في الأراضي الزراعية الخاصة والأراضي الحرجية المجتمعية والأراضي المتدهورة يمكن أن يعزز مساهمة هذا القطاع الفرعي في سبل العيش المحلية والإقتصاد الوطني بشكل عام ، يجب توطين نبات اللبان لتحقيق إنتاج عالي للبان المستدام لأسواق التصدير ، نظرا لأن هذا النوع يرسخ نفسه بنجاح ويزدهر جيدا حتى في الأراضي الهامشية والمتدهورة ، فمن الأنسب زراعة هذه الأنواع في الأراضي الهامشية والأراضي الحرجية المجتمعية المتدهورة ، حيث لا تحقق زراعة المحاصيل سوى القليل من النجاح ، توجد بعض نظم الزراعة الحرجية حيث يتم دمج أنواع الصمغ وأشجار اللبان مع أنظمة الإنتاج الأخرى مثل إنتاج المحاصيل او الحيوانات أو كليهما ، على سبيل المثال في السودان تتم إدارة الهشاب بشكل مكثف في أنظمة الزراعة الحرجية على الرغم من محدوديته للغاية ، إلا أنه في بعض أجزاء تيقراي ، تحفظ أشجار اللبان في الأراضي الزراعية كأشجار حرجية  في الحدائق العامة وتستخدم لإنتاج اللبان ، هنالك أمكانات هائلة في هذا الصدد ، ولكن يجب دعم ذلك من خلال البحوث العلمية ذات المنحى الذي يساعد على بناء القدرات المحلية ومعالجة القيود المحتملة.

5.4 تحسين مناولة المنتجات ومراقبة الجودة والقيمة المضافة :

   الجانب الأكثر أهمية الذي يجب معالجته في إنتاج اللبان وتسويقه هو مراقبة الجودة  ، وهذا يستدعي تحسين ظروف التخزين والمناولة والنقل ، المكونات المهمة للبان البخور هي الزيوت الأساسية ، والتي تكون متقلبة جزئيا عندما تتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة السائدة في مناطق الإنتاج ، ويجب تجنيب تخزين المنتجات تحت درجة الحرارة المفرطة ، وينصح بحاويات محكمة الإغلاق للحفاظ على الزيوت المتطايرة ، ويجب معالجة الكميات المحصودة في أسرع وقت ممكن ، وتعبئتها في حاويات محكمة الإغلاق وتخزينها في درجات حرارة منخفضة نسبيا ، بمجرد جمع المنتجات بشكل صحيح ، ويجب إستكشاف خيارات القيمة المضافة تلك التي هي مجدية إقتصاديا ونحتاج إلى متابعتها .